خطاب الى والدي الغالي

والدي الغالي إليك خطابي

ألا تراني وقد نطق لساني ** وأدركتُ أجملُ المعاني ...

ألا تراني وقد تغنيتُ بإسمك و أسم أمي الحبيبة ...

ألا تراني أرسم معك أجملُ الآمال و أطيبُ الأحلام ...

والدي الغالي !!!!

ألا ترغب أن أتوجك أنت ووالدتي الحبيبة...

بتاج الكرامة ...
نعم تاجُ الكرامةِ وأيُ تاج ...
هديةُ الرحمنِ وفضلٌ من العزيزِ الجبار ...
ألا ترغب أن أكون باراً بكم وبعد رحيلكم ...
ألا ترغب أن أحمل بين صدري ...
ما هو خير من هذه الدنيا وما فيها ...
إذاً ماذا تنتظر فلــتــنطــلق بــي !!!
نعم أحتاجُك ,, وأحتاجُك بقربي...
أريد حرصك أحتاجُ دعمك ودعائك ...
والدي أما آن الأوان ؟؟؟
أن أحفظ كتاب الله وأكون من أهله وخاصته ...
ألا تريد أن أسكن بيتك ...
وأفوح لك بطيب المسكِ والريحانِِ ...
حتى يشعُ وجهي نوراً ويملى قلبي سروراً...
و أكون خيراً لهذه الأمة ...

والدي الغالي !!!!

هو كنزٌ لا يفنى وعمرٌ لا يشقى ...
إن حفظتُ كتاب ربي وتدبرتهُ ...

والدي الغالي !!!!

مالي أراك تحرص على مأكلي ومشربي ولبس ثوبي ...

ولا أراك قد حرصت على حفظي وطاعة ربي ...

لما حرصك على أمور الدنيا ونسيت ما هو أهم !! ...

نعم ما هو أهم !! ...

أن أكون حافظاً لكتاب ربي.....


**انتهى الخطاب **

هناك كثير من الأباء والأمهات غفلوا عن أبنائهم ..

نجدهم حريصين كل الحرص ...

على أن يتعلموا أولادهم وفتياتهم ...

كل شي من خلال المناهج الدراسية ...

ولا يضعون القرآن أمام أعينهم (( إلا من رحم الله ))

أصبحنا نرى الأبناء يقضون أوقات كثيرة في فراغ ...

ولا يستثمرونها في هذا القرآن العظيم ...

الذي يكون شفيعُ لحملته ...

ونوراً في القبور ـــ وانشراحٌ في الصدور ...

فحملة القرآن لا يعذبون في القبر ...

وهم مكرمون في الحياة وفي الممات ...

وفي العرض يوم العرض ....


هناك جيلٌ قادم ! ! !

وهناك فتن تأتي من كل جانب .....

فلنتدارك ما هو باقي في نفوس أطفالنا .....



قبل زمن وفي وقت السلف ...

كان لا يخلو بيت من حافظاً لكتاب الله !!!!


أما هذا الزمان !!!! و لا أقول إنعدام الخير فيه ...


ولكن !!!!! هناك بيوت كثيرة تخلو حتى من قارئ للقرآن ....


والله إني لأحزن أشدُ الحزن !!!!!

حين تصل طالبة الصف الثالث ثانوي وهي لا تقرأ القرآن جيداً ....

المصيبة ليست في أحكام التجويد وحسب ...

بل يصل الخطاء في الحركات ...

مما يؤدي لتغير معاني القرآن ...

وهذا خطاءُ عظيم ....!!!!!!

من مسئول عن هذا ؟؟؟

دون شك نقص المنهج التعليمي

وجدول الحصص لم يخدم هذا القرآن ....

غير تساهل بعض المعلمات في هذا الجانب وتطبيقه ....

غير غفلة الأسرة فدُور التحفيظ تنتشر في كل مكان .....

خاصة في الفترات المسائية وهذه والله نعمة عظيمة ....

غفل عنها الناس إلا من رحم الله .....

وكم أكون سعيد حين اوجه ندائي هذا

إلى أخواتي الحبيبات ...

فالبيوت أصبحت مليئة بالفتيات ....

ممن انهين دراستهن وفضلن الركود والفراغ ....

ماذا تنتظري إذا ؟؟؟!!!

شدي العزم ــ واغتنمي الفرص ــ

فاليوم إذا مضى لا يعود ...

واحملي كتاب ربي ــ

فهو أثمن من الياقوت

اللهم يسر لهذه الأمة وأجعلهم من حفظة كتابك واحفظنا به وأشرح لنا صدورنا ويسر لنا أمورنا